منتديات لحـــون الفنية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات لحـــون الفنية

اقوى منتدى مختص في الفن العربي والغربي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 دمشق: نموذج فريد للتآخي الإسلامي المسيحي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 101
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 14/06/2007

دمشق: نموذج فريد للتآخي الإسلامي المسيحي Empty
مُساهمةموضوع: دمشق: نموذج فريد للتآخي الإسلامي المسيحي   دمشق: نموذج فريد للتآخي الإسلامي المسيحي Emptyالإثنين يونيو 18, 2007 11:52 am

تزدان دمشق بأسواقها الممدودة في قلب المدينة ذات الدروب المغلقة كالاسرار والمعقودة السقوف بأقواس الحجر أو الجسور التي تضج كل أخيلة الشرق في عتمتها الانيسة وتنبعث عطور جنباته الاخاذة فهناك الايدي الفنانة التي تنقش النحاس والاخرى تنسج الحرير والسجاد وتلك التي تخيط العباءة وتبرم العقال وتلون الزجاج ومئات الوجوه والازياء والالوان والتعابير التي تلتقي وتفترق في زحمة أسواق دمشق القديمة منذ آلاف السنين على حجارة أسواقها المتعددة مثل سوق الحميدية والطويل ومدحت باشا والصاغة والقيشاني والخياطين والنسوان والصابون والاروان والسجاد والقلابق والنحاسين والحرير والبزورية وسوق "تفضلي يا ست".
ويفتخر الدمشقيون بأن مدينتهم هي الاقدم التي ظلت مأهولة على مر التاريخ حيث اختلف المؤرخون حول تحديد تاريخ بنائها فهناك من يقول بأن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ولد بعد بنائها بخمس سنوات ويرى بعض آخر منهم بأن اليونانيين هم بناة المدينة بسبب معرفتهم لحركات الكواكب وحسن اختيارهم لموقعها فقالوا بأنهم وضعوا الارصاد وتكلموا على حركات الكواكب واتصالاتها ومقارنتها وبنوا دمشق في طالع سعيد واختاروا هذه البقعة إلى جانب الماء الوارد من جبلين.
وسميت دمشق بهذا الاسم لان الناس دمشقوا في بنائها أي أسرعوا تعجلوا كما يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان إلا أن الاراميين سكان دمشق الاصليين فقد أسموها دارامسق أي الدار المسقية أو المروية.
وتعاقبت على دمشق على مر التاريخ دول وعهود وأزمان حيث سكنها العموريون والكنعانيون حوالي الالف الثالث قبل الميلاد ومن ثم غزاها الاشوريون وبعدها تعرضت للنفوذ الفرعوني في عهد تحتمس الثالث في الالف الثاني من الالف الثالث قبل الميلاد وسكنها الاراميون وأسسوا مملكة آرام دمشق وحكمها الاشوريون كما حكمها الفرس واليونانيون والرومان الذين أطلقوا عليها اسم داماسكس وبعدها ظفرت بمكانة سامية في ظل الحكم الاسلامي العربي.

وتبلغ مساحة مدينة دمشق داخل السور أي دمشق القديمة حوالي 128 هكتاراً أي حوالي 256 فداناً وهي على شكل بيضاوي يبلغ قطرها 1600 متر ممثلا بالشارع المستقيم من العهد الروماني حيث يروى أن القديس بولس أحد تلاميذ السيد المسيح الذي فقد بصره في الطريق إلى دمشق سار فيه متجهاً نحو معبد حنانيا في نهاية سوق الطويل ليصل باب شرقي ليعاد نظره هناك.
وقد بني سور كبير للمدينة تتخلله سبع أبواب للخروج والدخول وقد نسب ابن عساكر عدد أبواب دمشق إلى الكواكب معتبراً المدينة بمثابة البيت وله سبعة أبواب وصوّر على كل باب أحد الكواكب السبعة مع استمرار تداول هذا الرقم في الديانات والحضارات وهذه الابواب هي باب شرقي (كوكب الشمس) وباب كيسان (كوكب زحل) باب توما (كوكب زهرة) وباب الفراديس (كوكب عطارد) وباب الصغير (كوكب المشتري) وباب الجنيق (كوكب القمر). وهناك أبواب أخرى لمدينة دمشق هي باب النصر وباب السلامة وباب جيرون وهو الباب الشرقي لمعبد جوبيتر الدمشقي ويقع في حي النوفرة وباب البريد وباب الفرج.
وتوجد في دمشق القديمة قلعة دمشق التي يعود بناؤها إلى زمن السلاجقة سنة 1076 بعد طرد الفاطميين من دمشق سنة 1075 وتبلغ مساحة القلعة نحو 33176 متراً مربعاً ولها أربعة أبواب و12 برجاً
.
وأما الجامع الاموي فيعد جوهرة دمشق القديمة حيث كان معبداً رومانياً للاله جوبيتر ثم أصبح كنيسة ثم جامعاً في زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك الذي أراد أن يكون آية ساطعة من الفن والجمال وتبلغ مساحته 15700 متر مربع وهو من أعظم المفاخر المعمارية.

ومن هنا نلمس الدور الذي لعبته دمشق كحاضنة حنون للاديان كافة حيث نجد المعابد الارامية والكنعانية ومن بعدها المسيحية والاسلامية إذ يقبع في دمشق أكبر عدد من الاضرحة ففيها ضريح يوحنا المعمدان في الجامع الاموي ذاته وضريح سكينة بنت الحسين في مقبرة الباب الصغير والصحابي الجليل بلال الحبشي مؤذن رسول الاسلام محمد إضافة لعدد من الصحابة وهناك أيضاً مقام السيدة زينب الذي يقع على بعد 9 كم من دمشق ومشهد للحسين بن علي في الجامع الاموي وأم حبيبة وأم سلمة زوجتي الرسول ورقية بنت علي بن أبي طالب داخل باب الفراديس.
كما يوجد في دمشق كثير من قبور الصحابة والقادة الاسلاميين والاثار المهمة مثل البيمارستان النوري والمدرسة العادلية وجامع التوبة والمدرسة الظاهرية والمدرسة الجقمقية ومئذنة جامع هشام وقصر العظم والمتحف الوطني.
وبينما ترتفع في دمشق مآذن جوامعها تقرع أجراس كنائسها لتعلن تجدد الحياة كل يوم حيث أن هذا العمق الديني المشترك والموغل في القدم هيأ لتعانق فريد بين المسيحية والاسلام لا تدل عليه المآذن فحسب بل يبرهن عليه أيضاً تعانق أحيائها وساكنيها وتآلفهم على مختلف مللهم وطوائفهم



نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WWW.L7ON.1FR1.NET
 
دمشق: نموذج فريد للتآخي الإسلامي المسيحي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لحـــون الفنية :: منتدى الثقافي و علمي :: مواضيع ثقافية-
انتقل الى: